شجرة تنمو في المغرب يحضر من ثمارها زيت ينافس زيت الزيتون في خواصه الغذائية والطبية والتجميلية. تنبت شجرة الأركََان في بيئة قاسية جافة وتتحمل الحرارة وتنتشر في المغرب في المنطقة الواقعة بين الصويرة وأغادير في جنوب غرب المملكة.
ويطلق سكان المنطقة على زيت الأركََان اسم «الذهب السائل».
وثمة زهاء 21 مليون شجرة أركََان في المغرب ويباع الزيت المستخرج من ثمار الشجرة محليا بثمن يصل إلى عشرة أمثال سعر زيت الزيتون.
لكن الخبراء يقولون إن قطاع زيت الأركََان يحتاج إلى تطوير واهتمام من السلطات لزيادة إنتاج الزيت وتسويقه بأسلوب أفضل.
وقالت خديجة بنعيس، رئيسة تعاونية أمنار، «قطاع زيت الأركََان كان يشغل عددا كبيرا من النساء خصوصا النساء اللاتي تنعشن منهن مجموعة من الأسر اقتصاديا واجتماعيا. وبهذه المناسبة أوجه نداء لوزارة الفلاحة ولوكالة تنمية الأركََان وللمندوبية السامية للمياه والغابات ليهتموا بهذا القطاع أكثر فأكثر لأنه يحتاجهم».
وتضم تعاونية أمنار مجموعة نساء يجمعن ثمار الأركََان وينتجن الزيت بالطريقة البدائية القديمة.
ويمكن استخدام زيت الأركََان في الطهي علاوة على خصائصه الطبية المختلفة حيث يقال إنه يقلل مستوى الكولسترول في الجسم وينشط الدورة الدموية ويقوي مناعة الجسم الطبيعية. والزيت غني بفيتامين ه و أ والفينول وحمض الفينول والكاروتين والأحماض الدهنية أوميغا 6 ويدخل في صناعة العديد من الأدوية ومستحضرات التجميل.
نادية رحام، مديرة تعاونية شجرة البركة في الصويرة تبيع مجموعة من منتجات زيت الأركََان، تقول «مادة الأركََان معروفة منذ القدم إلا أنها خلال السنوات الأخيرة أصبحت تستعمل بكثرة كمادة تجميلية لدرجة أنه في تعاونيتي توصلت إلى اختراع قناع طبيعي يعتمد على زيت الأركََان وباقي المواد الطبيعية التي أحتفظ بها لنفسي. ما يميز هذه المادة هو أنها طبيعية مائة في المائة وليست لها انعكاسات على صحة الإنسان».
وفي مركز صحي بأحد المنتجعات السياحية في بمدينة أكادير تستخدم منتجات طبيعية يدخل فيها زيت الأركََان في تدليك الوجه والجسم.
وقالت مريم فادي مديرة المركز الصحي في أكادير «في السنوات الأخيرة اكتشفنا أن زيت الأركََان له فوائد كثيرة بالنسبة للجسم وكذلكم اكتشفنا أن عملاءنا يطلبونه أكثر فأكثر. إذن هو مهم جدا للجسم ونستعمله للتدليك».
وتمتد جذور شجرة الأركََان إلى أعماق كبيرة بحثا عن الماء الأمر الذي يساعد في تماسك التربة. وكانت أشجار الأركََان قديما تغطي كل أنحاء شمال أفريقيا لكتها أصبحت الآن من أنواع النباتات المهددة بالانقراض تحت حماية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)